|
تمتاز العمارة الشرقية بألوانها الزاهية, و تشكيلاتها الهندسية الدقيقة و المبهرة, و مما يزيد من جمالها تلك اللوحات الفسيفسائية التي تملأ الجدران, إضافة إلى الأعمدة و التيجان الرخامية, ناهيك عن الأرضيات التي تستخدم فيها قطع الرخام المشقف الذي يخطف الأبصار, و ربما أكثر قطع الأثاث الموجودة في القصور و المنازل بمختلف أنواعها.. و في دمشق ظهر على الدوام فنانون مهرة حولوا القصور و المساجد و الخانات, و حتى الأسبلة (مفردها سبيل) المياه في الشوارع إلى تحف فنية راقية, تمنح زائرها أو ساكنها شعوراً عالياً بالسمو و الجمال و الأناقة.. و من أبرز المشتغلين بفن الفسيفساء و الحفر على الرخام في الوقت الراهن الفنان أكرم هاشم, الذي ورث المهنة عن والده و أجداده, و يأمل أن يورثها لأولاده. و هو يعتقد أن الرخام ليس كالجص و الخشب و النحاس و الحديد, فحضوره في الزخرفة أجمل و أكثر دفئاً, إضافة لمحافظته على ألوانه و متانته رغم تعاقب السنوات و الفصول.
|